آثار وتراثدينيةسياحة

المسجد النبوي الشريف و 10 معلومات لا تعرفها

إن المسجد النبوي هو ثاني أشهر المساجد في العالم، عقب مسجد قباء لأنه أول مسجد أسس للمسلمين أجمع.

كيف تم إختيار الرقعة المناسبة لبناء المسجد النبوي الشريف:

في العام الأول هجريا، دخل النبي “صلى الله عليه وسلم” إلي المدينة المنورة برفقة أصحابه هربا من بطش المشركين في مكة؛ وبالطبع تدافع سكان المدينة رغبة منهم في نيل شرف بقاء الرسول في بيتهم.

ولكن ترك الرسول أمر تحديد المكان للناقة التي كانت معه فتركها تسير حتى أختارت البقعة ورقدت فيها، وقد كانت الناقة مأمورة من الله سبحانه وتعالى لإختيار هذا المكان فلم يكن إختيار عشوائي بحركة عشوائية منها وكان الرسول “صلى الله عليه وسلم” يعلم تسيير الله لها.

فرقدت تلك الناقة أمام بيت (أبي أيوب الأنصاري)، وبقى الرسول “صلى الله عليه وسلم” في الطابق الأول من منزل أبي أيوب الأنصاري، وبعدما وقع الإختيار على بستان الأنصاريين حيث المكان الذي سوف يقام فيه البناء رفضوا تلقي المقابل ولكن الرسول أصر وأمر أبي بكر “رضي الله عنه” بدفع عشرة دنانير ثمن البستان.

وبعدها مباشرة بدأ البناء وكان الرسول “صلى الله عليه وسلم” يشارك في البناء  بنفسه ويرفع الأحجار حتى يحث الجميع على المشاركة وعدم التكاسل.

تصميم المسجد النبوي الشريف:

احتوى تصميم المسجد على حجرتين لزوجتي الرسول “صلى الله عليه وسلم” وزاد عدد الحجرات فيما بعد لباقي الزوجات، وإحداهم هي غرفة السيدة عائشة “رضي الله عنها” دفن فيها الرسول ومعه صاحبيه أبي بكر وعمرو ابن الخطاب، وبني على هذه الغرفة القبة الخضراء والتي كانت تعرف قديما بالقبة الخضراء وهي القبة الرئيسية في المسجد النبوي الشريف.

القبة الخضراء "الزرقاء قديما" في المسجد النبوي الشريف
القبة الخضراء “الزرقاء قديما” في المسجد النبوي الشريف

أولا مساحة المسجد النبوي الشريف:

  1. عندما بنى الرسول “صلى الله عليه وسلم” المسجد في أول مرة كانت مساحة المسجد (1050 متر مربع).
  2. قام الرسول بعمل توسعة للمسجد فأصبحت المساحة (2475 متر مربع).
  3. 3.   وفي عهد الخلفاء الراشدين توسع مرتين في عهد كلا من عمرو بن الخطاب وعثمان بن عفان “رضي الله عنهم”، حتى وصلت مساحته ل (4071 متر مربع).
  4. ومرورا بكل من الدولة الأموية والدولة العباسية والدولة المملوكية توسع المسجد النبوي الشريف أكثر من مرة، حتى وصلت مساحته ل (9010 متر مربع).
  5. وفي عهد الدولة العثمانية تم توسعه مرتين، فأصبحت مساحته (10303 متر مربع).
  6. ووصولا لدولة السعودية تمت التوسعة منذ تأسيس السعودية كدولة وتولي الملك عبد العزيز الحكم، فحدثت أول توسعة في السعودية وأصبحت مساحة المسجد (16327 متر مربع). ثم مر المسجد النبوي الشريف بعدد من التوسعات وصولا للتوسعة الكبري ف أصبحت مساحته الحالية (235000 متر مربع).

ثانيا عدد منارات المسجد النبوي الشريف:

  1. أول من منح المسجد النبوي الشريف منارة هو الخليفة الأول في الإسلام عمرو بن عبد العزيز، وحدث ذلك لكي تكون بديلا عن صعود المؤذن لسطح المسجد لتأدية الآذان.
  2. وحدثت أول توسعة في بناء المآذن في عهد الوليد بن عبد الملك في عهد الدولة الأموية، ف أصبح عدد المآذن مجتمعة (أربعة مآذن).
  3. وفي العهد السعودي تم إضافة عدد ستة مآذن، مع التغيير في بناء القديم ولكن بقوا على بناء اثنتين وهم المآذنتات الجنوبيتان بدون التغيير فيهم؛ ليصبح عدد المنارات الحالية (عشرة منارات).

ثالثا أبواب المسجد النبوي الشريف:

  1. عند بناء المسجد في البداية جعل له الرسول “صلى الله عليه وسلم” ثلاثة أبواب (في الجهة الغربية، في الجهة الشرقية، في الجهة الجنوبية). وبعد نزول الوحي بتغيير القبلة في العام الثاني هجريا من المسجد الأقصى للمسجد الحرام؛ أغلق الباب الجنوبي الذي كان جهة القبلة القديمة للمسلمين وفتح مكانه باب في الجهة الشمالية.
  2. وزادت أعداد الأبواب وتغيرت أماكنها عدة مرات بتعدد الدول والحوادث المختلفة، حتى أخر توسعة للدولة السعودية وأصبح عدد الأبواب الحالية (41 باب رئيسي).
  • وهكذا بمرور السنين وتعاقب الدول واختلاف الحوادث التي تعرض لها المسجد النبوي الشريف حدثت تغييرات كثيرة فيه، ولكن الوصف النهائي لأساسيات المسجد على وضعه الحالي هو كالتالي:

يستوعب المسجد حاليا (698000 مصلي) وذلك بإضافة ما تستوعبه الساحات أيضا بل إنهم قد يصلوا لما هو أكثر من ذلك، ولكن ساحات المسجد فقط تستوعب عدد (430000 مصلي)، ويمكنك ملاحظة العواميد المنتشرة داخل المسجد وعددها (151عامود)،

وإذا كنت في الساحات وسقطت الأمطار فيمكنك ملاحظة المظلات الألية التي تحمي الزائرين عند سقوط الأمطار أو من حرارة الشمس الشديدة وأشعتها،

وتنتشر القباب داخل المسجد ولكنها تنقسم لنوعين (170 قبة رصاصية، 27 قبة متحركة) والقبة الرئيسية التي ذكرناها سابقا فيمكنك رؤيتها فوق حجرة السيدة عائشة “رضي الله عنها” التي دفن فيها الرسول “صلى الله عليه وسلم” وصاحبيه “رضي الله عنهم” وتلاحظ على القباب الإطارات الخشبية المزينة بالأحجار والذهب، وأيضا تستطيع ملاحظة النحاس على أبواب المسجد،

ويمكنك زيارة مكتبة المسجد النبوي الشريف، وأيضا رؤية الهدايا الثمينة والمميزة التي كان يهديها الأمراء والحكام على مختلف العصور للحجرة النبوية والتي تضمها غرفة النوادر الثمينة.

مظلات المسجد النبوي الشريف
مظلات المسجد النبوي الشريف

مكانة وفضل المسجد النبوي الشريف في الإسلام:

والمسجد النبوي كان المركز الأول للدعوة للإسلام، فكان يقام فيه المجالس العلمية والمجالس الدينية، فتشكلت المدينة المنورة من حول المسجد فقد كان يمثل للمدينة القلب.

وكان إحدى الثلاث مساجد الذي دعى الرسول للذهاب لهم، ف عن أبي هريرة رضي الله عنه – عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: (لا تشد الرحال إلا إلي ثلاثة مساجد المسجد الحرام ومسجدي هذا والمسجد الأقصى).

ويعد فضل الصلاة في المسجد النبوي كفضل ألف صلاة في أي مسجد آخر ماعدا المسجد الحرام. وكما أوصى الرسول “صلى الله عليه وسلم” أنه عند زيارة المسجد النبوي أن تدخل بقدمك اليمنى،

ثم تقول دعاء دخول المسجد وهو “بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله اللهم أغفر لي ذنوبي وافتح لي أبواب رحمتك أعوذ بالله العظيم وبجهه الكريم وبسلطانه القديم من الشيطان الرجيم”، ثم تصلي ركعتين تحية المسجد، ثم تزور الروضة الشريفة التي تقع بين المنبر وحجرة الرسول وتصلي فيها ركعتين لما في ذلك من فضل عظيم “كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما بين بيتي ومنبري روضة من رياض الجنة ومنبري على حوضي”، وتزور قبر الرسول وصاحبيه وتسلم عليهم.

صورة تظهر المصليين في ساحة المسجد النبوي الشريف
صورة تظهر المصليين في ساحة المسجد النبوي الشريف

فيستحب زيارة المسجد النبوي فهي عبادة مستحبة، ولكنها ليست شرط من شروط إتمام الحج فيمكن إتمام الحج بدون زيارته.

وكان المسجد النبوي الشريف مقرا للحكم في عهد النبي ثم الخلفاء الراشدين من بعده، وكان مكان لتقوية الإيمان لدى المسلمين فتشد الأواصر بينهم، ف اتخذت قرارات مهمة وسياسية واضحة في المسجد بعد الشورى والإجتماع داخل المسجد النبوي الشريف.

ولايقتصر دور المسجد النبوي الشريف سياسيا أو علميا فقط، بل إنه كان يعد المأوى للفقراء. وأكد الرسول على البساطة الشديدة في بناء المسجد فهو ليس مكان للمفاخرة، ولذلك فيجب إتباع خطى الرسول ووصاياه في التعامل مع المساجد وتقدير قيمتها الواضحة في حياة كل مسلم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى