سياحة

رحلتي في قرطاج بتونس العاصمة.. وأفضل 3 أماكن لزيارتها

عندما علمت أني سأسافر في رحلة تدريبية لمدة خمسة أيام تابعة لعملي إلى تونس العاصمة، كنت سعيدة فأنا من مدينة الإسكندرية في مصر ومن المعروف أن الإسكندرية مدينة ساحلية تلقب بـعروس البحر المتوسط، لأنها تطل على ساحل البحر المتوسط وتونس أيضاً إضافة كونها دولة عربية تشترك مع مدينتي أنها تتطل على ساحل البحر المتوسط وكم حلمت بالسفر إلى هذه البلد التي تتمتع بالرقي والثقافة.

وسأحاول عزيزي القارئ أن أتحدث تفصيلياً عن أبرز المحطات في رحلتي إلى قرطاج بتونس العاصمة.

التحضير للسفر الي قرطاج بتونس

كان الوقت قصيراً للتحضير للسفر، كان توقيت سفري في شهر أكتوبر، ولذلك أول شيء استفسرت عنه من أصدقاء لي من تونس ماذا أحضر معي ملابس ثقيلة شتوية أم ملابس صيفية خفيفة؟

ومن الواضح أن سؤالي كان ساذجاً، لأن طبيعة الطقس في تونس تشبه الطقس في مدينتي في هذا التوقيت، فالجو كان في ذلك الوقت معتدلاً صباحاً يميل إلى البرودة ليلاً في ذلك التوقيت ونسبة الرطوبة مرتفعة مثل المدن المطلة على ساحل البحر المتوسط.

لذلك أحضرت ملابس صيفية وقليل من الملابس الثقيلة لتجنب برودة الليل وتكييف الطائرة، وهنا وقعت في حيرة أخرى كم قطعة من الملابس سأحضرها خاصة أنه طلب مني إحضار حقيبة سفر واحدة حتى لا أضطر لدفع جمارك على الحقائب الزائدة.

ماذا أفعل؟ كم قطعة سأضع؟… خاصة إذا أردت شراء بعض الملابس أو الهدايا من هناك وبالفعل أخذت القرار بأخذ عدد قليل من الملابس حتى أعطي لنفسي الفرصة للتمتع بالتسوق دون أن أتعرض لزيادة الحقائب.

وقبل السفر بأيام جاءني هاتف من مديري يعطيني نصائح هامة قبل السفر الي قرطاج بتونس أهمها أنه لا أحضر في حقيبة يدي أي مواد سائلة مثل البرفان أو غير ذلك، لأنه سيكون غير مسموح بها على متن الطائرة، وأنه عند وصولي بسلامة الله إلى تونس العاصمة ثم الي قرطاج بتونس لا يفارق جواز سفري حقيبة يدي في أي مكان أذهب إليه.

وقبل السفر بيومين ذهبت لحجز تذكرت أتوبيس “سوبر جيت” مباشر إلى مطار القاهرة وهذه من الأمور الجيدة أن هذه الشركة توفر أتوبيساً ينقلك من مدينتك إلى مطار القاهرة ولكن ينبغي أن تعلم عزيزي القارئ أنه من المهم أن تحسب مدة السفر جيداً وتاريخ وتوقيت سفرك من المطار حتى لا تفوتك الطائرة، خاصة أنك تحتاج داخل المطار لإنهاء الإجراءات بين الساعة ونصف إلى الساعتين ولذلك ينبغي أن يدخل ذلك في حسابك للتوقيت المناسب للذهاب للمطار، فبالنسبة لي كانت المسافة من مدينتي إلى مطار القاهرة بالأتوبيس حوالي 4 ساعات ونصف الساعة، وهو ما وضعته في اعتباري في توقيت الحجز حتى أكون في المطار قبل ميعاد إقلاع الطائرة بـ4 ساعات أو 3 ساعات ونصف الساعة.

ليلاً قبل التحرك للسفر تأكدت أنني أضع كل ما أحتاجه في حقيبتي وأيضاً الأهم الأموال وجواز السفر والتذكرة، وذهبت للنوم صحيح أنه من طبيعتي إذا كنت سأقوم بشيء أو سأذهب لمكان ما، لا أستطيع النوم بسهولة وبعد محاولات كثيرة خلدت إلى النوم.

 

السفر إلى قرطاج بتونس

وبالفعل وصلت تونس (قرطاج بتونس) في التوقيت المناسب وأنهيت الإجراءات المطلوبة بالمطار وصعدت إلى الطائرة ولا تتصوروا مدى سعادتي عندما حالفني الحظ أن أجلس بجوار النافذة حتى أشاهد لحظة إقلاع الطائرة وهي مُحلقة في السماء، وبعد ثلاث ساعات تقريباً جاء صوت داخل الطائرة يخبرنا أننا اقتربنا من الهبوط إلى مطار تونس.
وداخل مطار تونس كان هناك ترحاب باللهجة التونسية التي يميزها حرف “القاف” البارز ويختلط بها بعض من الكلمات الفرنسية مثل (SA VA) وتعني كيف حالك بالفرنسية وكلمة (DONC) تعني بالتالي بالفرنسية.

ومن أشهر كلمات الترحاب التونسية (عيشك) بمعنى (تعيشي أو تسلمي)، (عسلامة) وتعني (السلام عليكم)، (مزيانة) وتعني (جميلة أو زينة).

الإقامة والانتقالات في قرطاج بتونس

بعد ماخرجت من المطار ركبت “تاكسي”، العملة التي كنت أحملها “اليورو” وقمت بتحويل بعضها بعد ذلك إلى العملة التونسية وهي “الدينار” واصطحبني التاكسي إلى الفندق الذي سأقيم فيه فترة الخمس أيام.

وأحب أن أوضح أن التاكسي به عداد يحسب قيمة المسافة والتي كانت من المطار للفندق ما يقرب من 15 ديناراً تونسياً، فتحت نافذة التاكسي وأنا أراقب الشوارع والناس بإبتسامة الطفل الذي يكتشف عالمه الجديد.

الشوارع الرئيسية كانت نظيفة ووجدت شرطيات مرور فتيات يقفن للتنظيم المرور، كما رأيت شريط “مترو” أو “ترام” في الطريق له خط ووجدته يمر بلونه “الأخضر” مثل الذي يوجد في مدينتي الإسكندرية لكن عندنا لونه “أصفر”.

وكان اللافت للنظر أن الفنادق هناك لا يطلق عليها مثل مصر “فندق” لكن جميعها يطلق عليها كلمة “نُزل” وصلت “نُزل” أو فندق “البلفيدير” ونفس المنطقة علمت من سائق التاكسي أنها توجد بها حديقة حيوان تحمل نفس الاسم وكلية الفنون الجميلة أيضاً، صعدت إلى غرفتي التي كانت تتطل على مبانٍ بيضاء وهي ما تتميز به منازل العاصمة التونسية وعلى بُعد بعض الأمتار رأيت جبلاً يغطيه الزرع الأخضر، وهذا ما دفعني أسأل إحدى صديقاتي في تونس: لقد رأيت جبالاً خضراء يغطيها الزرع ألهذا تسمونها “تونس الخضراء”؟ وما أجمل قرطاج بتونس ومدن تونس!

أجابتني بابتسامه قائلة: “يطلق على وطننا هذا الاسم لكثرة الزراعات والأماكن الخضراء به وأكثر الزراعات التي نشتهر بها أشجار البرتقال والرومان والزيتون والليمون والتين الشوكي…”. وعندما سمعت التين الشوكي.. كررتها مرة أخرى إنها فاكهتي المفضلة وتشتهر بها أغلب دول البحر المتوسط.

كانت غرفتي في الفندق جيدة والمعاملة من العاملين بالفندق جيدة جداً، وكانت قاعة التدريب موجودة في نفس الفندق والذي وجدت على الطاولة في اليوم الأول للتدريب مذكرة ورقية وقلم عليه اسم الفندق لكل متدرب والذي أحتفظ به حتى اليوم ذكرى جميلة من الفندق ومن تونس.

جولة في قرطاج بتونس

“بوسعيد”

 

بعد انتهاء ساعات التدريب تناولنا طعام الغذاء في الفندق، اتفقت مع أصدقائي أن نذهب إلى أقرب مكان سياحي شهير في العاصمة التونسية، وبالفعل سألنا أصدقاءنا التونسيين الذين نصحونا بزيارة “سيدي بوسعيد” في قرطاج بتونس.

فهي مطلة على ساحل البحر وتتواجد مبانيها على تبة عالية وجميع المباني بها مبهجة ومطلية باللون الأبيض والأزرق وبها بازارات وكافيهات وهي تبعد حوالي 20 كيلومتراً عن العاصمة ولذلك تعتبر أقرب مكان ممكن أن نذهب إليه.

وبالفعل ركبنا “تاكسي” متجهين إلى “سيدي بوسعيد” على ما اتذكر وقتها كان حساب التاكسي حوالي “10 دنانير” وبالفعل جذبني هذا المكان الساحلي الرائع وكان بالنسبة لي من الداخل أشبه بمنطقة شارع المعز في القاهرة بمصر.

حيث تعد منطقة “بوسعيد” من أوائل المناطق المحمية في العالم، حيث يعود تأسيسها إلى القرون الوسطى، وتقع في أعالي المنحدر الصخري المطل على “قرطاج بتونس” وخليج تونس.

صنبور “أمنية العودة”

ونحن نصعد للدخول داخل “بوسعيد” وجدنا صنبور “حنفية ” مياه معدنية مثبته في المدخل في أحد المباني قرب الأرض ووجدت العديد من الزوار يقتربون من هذا الصنبور “الحنفية” ويملأون زجاجاتهم الفارغة بالمياه التي تندفع من صنبور “الحنفية”، لم يكن معي زجاجة فارغة ودفعني الفضول أن أسأل أحد سكان المنطقة الذي كان يقف بزجاجة فارغة هو أيضاً ينتظر دوره.

بعد إذن حضرتك هو ده إيه؟ وليه الناس مش بتشتري إزازة مياه عادي؟
بنظرة تفصح أنه علم من لهجتي وتعجبي أنني سائحة جئت هنا للمرة الأولى.
أنتِ مصرية ..صح؟

فقلت له نعم، قبل أن يجيبني عبر عن مدى تقديره وحبه لمصر وشعبها وأنها “أم الدنيا” وبلد الفن والثقافة وجهت له الشكر والامتنان، وعبرت له عن مدى تقدير مصر وشعبها لتونس وأهلها وقال لي باللهجة التونسية “أنت مذواقة” يعني باللهجة المصري “كلك ذوق”.

وأجابني عن سر صنبور المياه “الحنفية” محاولاً تقليد لهجتنا المصرية: انتوا مش بتقولوا لما بنيجي مصر اللي بشرب من ماية النيل لازم يرجعلها تاني وديه “مشيراً إلى المياه المندفعه من الصنبور” مياه جوفية طبيعية مليئة بالمعادن بيعتقد اللي يشربها يرجع تونس وبوسعيد في قرطاج بتونس تاني.

وعلى الفور قررت أن اشتري زجاجة مياه وأفرغها وأملئها بمياه أماني العودة إلى تونس، وعندما شربتها كان مذاقها رائع كنت بالفعل أول مره أتذوق مياه جوفية معدنية كانت تشبه في مذاقها قليلاً طعم ماء زمزم حتى أحاول تقريب المذاق لكم.

ودخلت من بوابة “بوسعيد” في مدينة قرطاج بتونس هذا المكان الذي تحيطك مبانيه القليلة الارتفاع ما بين الطابق والطابقين باللون الأبيض والأزرق ومن هذاه المباني التي توجد على المنحدر المرتفع تشاهد ساحل البحر المتوسط محاط بجبال يكسوها الزرع الأخضر.

عادات وبازارات في قرطاج بتونس

مشيت قليلاً لأجد على الجانبين بازارات بها بعض المنتجات الخزفية والسجاجيد صناعة تونسية وطواقي الأفراح في تونس المشغولة يدوياً وبعض الملابس المشغولة على الرسومات العربية من التراث التونسي.

وقبل أن أدخل لأحد هذه البازارات تبادر إلى سمعي صوت زفة وزغاريد وكأن طاقة من السعادة غمرتني وتمنيت أن تكون زفة تونسي حتى أشاهد بعض التقاليد والعادات التونسية في مثل هذه المناسبة.

حقاً لقد كنت محظوظة كانت بالفعل زفة عروسة تونسية ترتدي الطقية التونسية الشهيرة المشغولة بالخيوط الذهبية – والتي اشتريت مثلها فيما بعد من أحد البازارات – وكانت هناك سيدات يمسكن الدفوف ويغنين باللهجة التونسية، ويطلقون الزغاريد.

دفعني الفضول للمرة الثانية لكي أسأل هل هذا عرس؟ أم ليلة حنة؟ فتوجهت إلى سيدة كانت تقوم برسم الحنة مثل السيدات التي نجدهم في منطقة الحسين في القاهرة في حي الأزهر الشريف.

سألتها هي دي زفة مش كده؟

أجابتني مبتسمة بعبارات ترحاب ثم أجابت هذه حنة العروسة في تونس بتلبس اللبس التقليدي للفرح وبتزفها السيدات بالدفوف والغناء.

وسألتني وهي تمسك قمع الحنة في يدها مش عايزة ترسمي حنة
قولت.. مش غاوية والله وبخاف تعملي حساسية..

الغريب بسبب ذوق هذه السيدة وابتسامتها التي لم تفارق وجهها وافقت وطلبت منها أن ترسم لي رسمه بسيطة وليكن مثلاً مفتاح صول الموسيقى لأني أعشق الموسيقى وقامت بالرسم على اصبع الإبهام وجاء وقت الحساب.

سألتها كم سعر الرسمة قالت لي “25 دينار” وكأن شيئاً صدمني، فسألت صديقتي التي كانت بالنسبة لها ليست الزيارة الأولى، فتحدثت معها نيابة عني وقالت لها إن سعر الدينار التونسي يعادل 5 جنيهات وقتها ونحن سعر الرسم في مصر تقريباً ما بين 25 إلى 50 جنيهاً حسب حجم الرسمة، وبالتالي قياساً سيكون سعر هذه الرسمة بالتونسي تقريباً ما بين 3 إلى 5 دنانير.

ولا تزال الابتسامة تعلو وجه السيدة قائلة اللي تدفعيه مقدمة لنا عبارات الشكر والترحاب دون أن تتضايق أو يؤثر على ابتسامتها الحديث عن الحساب.

وتوجهت بعد ذلك لأحد البازارات لأجد الطقية التونسية المشغولة التي سبق أن تحدثت عنها – مرفق صورة هنا في المقال توضحها – وسألت عن سعرها وجدتها بـ 10 دنانير، لكن أحد أصدقائي من تونس قال لي إنها هكذا مرتفعة الثمن، لأننا في شارع سياحي، فطلب من البائع أن يخفض السعر قليلاً وأخذتها بعد مفاوضات بـ 6 دنانير واخترت اللون الأسود المشغول بالذهبي.

هدايا تذكارية من قرطاج بتونس

ومن سعادتي ارتديتها ومشيت بها فقال لي ضاحكاً أحد زملائي التونسيين أنت هكذا سيعتقد البعض لأنك تشبهي التونسيين أنك عروسة، قولت له “عروسة عروسة” حلبسها برضه شكلها حلو.

دخلت بازار آخر لأجد ما يعرف بالطاجن التونسي يوضع فيه الطبيخ وله غطاء ومرسوم عليه ويوجد منه أحجام مختلفة من الخارج سعره كان تقريباً 13 دينار.

من الهدايا التذكارية أيضاً التي اقتنيتها من “بوسعيد” الحظاظات الجلد التي تشتهر بها تونس والمغرب وتقريباً يتراوح سعرها ما بين دينار و2 دينار لكن في هذه المنطقة السياحية يصل سعر الواحدة إلى 5 دنانير تونسية.

وأيضاً من الهدايا التذكارية التي يمكن أن تقتنيها وتأخذ منها لأصدقائك “بوابة بوسعيد” الخشبية وهي عبارة عن بوابة خشبية يوجد منها أحجام مختلفة وألوان أيضاً واللون الرئيسي هو الأبيض ويوجد بها الأزرق الذي يميز منطقة بوسعيد.

ويوجد منها أيضاً ميداليات صغيرة وهذه البوابة الخشبية تمثل “البوابة التراثية” لمنطقة “بوسعيد” وإذا قمت بفتح هذه البوابة المصنوعة من الخشب ستجد داخلها مرآة لذلك أنصحك باقتنائها، لأنها تمثل هدية تذكرية جميلة من هذه المنطقة وستجدها أيضاً في جميع بازارات تونس لأنها من التراث المعماري التونسي.

وبعد ذلك سألت عن مقهى في المنطقة فأشار لي أحد السكان بأحد المقاهي أعلى أحد المباني البيضاء في الأزرق ذات الطابقين وبالفعل ذهبت وطلبت شاي أخضر، لأن المغرب وتونس تشتهر بالشاي الأخضر، ولكن بعد ذلك اكتشفت أنواع لذيذة مضاف لها مذاق مختلف من هذا الشاي.

وقبل مغادرتي “بوسعيد” في قرطاج بتونس كان لا يجب أن أفوت الفرصة وأنزل المنحدر واتجه إلى بوابة الشاطئ وهي تشبه الإسكندرية في فكرة الشماسي على الشاطئ ودفع رسوم للدخول وبالفعل دخلت الشاطئ وجلست أسفل الشمسية لأنني لم أكن مستعدة للنزول البحر لكني استمتع بالجلوس أمامه.

وأكثر ما جعلني أشعر وكأني في مدينتي الإسكندرية هو مرور بائعي حلوى الفريسكا لكن ليست البسكويت ولكن التفاح المغموس في الجيلي الأحمر بالطبع الذي اختلف طريقة النداء عليه لا أتذكر ماذا كان يقول لكن هو مختلف عن نداء بائعي الفريسكا في مصر فنحن عندنا بائع الفريسكا ينادي على الشاطئ، قائلاً: “فريسكا.. فريسكا”.

وانتهى اليوم الأول لأذهب إلى الفندق وأنام من شدة الإرهاق.

السوق القديم وميدان الساعة في قرطاج بتونس

أنا من عاشقي الأصالة والتراث ولذلك في اليوم التالي بعد الانتهاء من ساعات التدريب سألت عن أماكن أتنزه فيها تكون تراثية أو أسواق قديمة ولكن أخبروني أن الساعة الآن الخامسة مساءً وهذا يعني الموعد الرسمي الذي تغلق فيه جميع الأسواق التجارية في تونس، وإذا أردت أن أذهب إلى السوق التراثي القديم في قرطاج بتونس ينبغي أن أذهب قبل موعد الإغلاق الرسمي.

وبالفعل علمت أن التدريب في اليوم التالي سينتهي مبكراً على الساعة 3 عصراً، فقررت أن أبدأ جولتي إلى السوق القديم في قرطاج بتونس وبالفعل ركبت سيارة “تاكسي”، وأنا في الطريق إلى السوق القديم سألت السائق أن ينزلني في مكان قريب حتى استمتع بالمشي في طريقي إلى السوق.

وجدت كنيسة ذات معمار وشكل مميز وشوارع نظيفة وممشى به ميدان يوجد به ساعة مرتفع تشبه ساعة لندن الشهيرة، وعلمت أن هذا الميدان الرئيسي الذي يشبه ميدان التحرير في مصر، كما أن في قرطاج بتونس هناك الكثير من الشباب التونسيين يحملون آلات موسيقية ويجلسون يعزفون ويغنون بأصوات رائعة في هذا الميدان والناس المارة يتجمعون حولهم مستمتعين بالفن الذي يقدموه وأنا أيضاً وقفت قليلاً استمتع بالغناء وهذا الجو اللطيف.

وأيضاً وجدت محالاً تجارية في طريقي جميعها مكتوبة باللغة الفرنسية ولاحظت فكرت الملابس البالة مثل وكالة البلح في مصر ملابس ماركات تباع بأسعار رخيصة منها استعمال خفيف ومنها مثل ما يطلق عليه في مصر “ستوكات” أي بمعنى بواقي المواسم السابقة.

ومن الفاكهة التي تجدها تباع في الطريق “التين الشوكي” سعر القطعة مقشرة 250 مليم (الدينار يساوي 1000 مليم)، وأيضاً هناك ما يعرف باللوز المقشر المنقوع يعتبر من المسليات التي تباع مع الباعة الجائلين.

واقتربت من بوابة الدخول للسوق القديم في قرطاج بتونس لأجد بوابة أثرية تراثية بعدها الكثير من الحمام المتجمع يطير عالياً في مشهد رائع ثم يهبط ثانية ودخلت إلى السوق القديم الذي يشبه منطقة “خان الخليلي” في الحسين بالقاهرة و”زنقة الستات” في منطقة المنشية بالإسكندرية ودخلت لأجد منتجات جلدية مزخرفة برسومات من التراث التونسي وملابس مزخرفة بمشغولات من التراث التونسي واشتريت منها وتراوح سعر القطعة بين 10 دنانير و25 ديناراً، بالإضافة إلى أني وجدت بها أيضاً “بوابة بوسعيد” الخشبية والعطارة التي تبيع الشاي الأخضر وزيت الزيتون التونسي الشهير وأيضاً شيء أنصحكم باقتنائها حلي تقليدية مغموسة في العنبر رائحتها رائعة يوجد منها قلادات وأساور، وأيضاً هناك محلات بيع فضة أسعارها مناسبة.

التونة التونسية في قرطاج بتونس

عكس ما كنت أتوقع فكنت أعتقد عند وصولي تونس او قرطاج بتونس أني سأجد الكثير من المطاعم التي تقدم طعاماً مميزاً، لأن المطبخ المغربي والتونسي من المطباخ الشهية خاصة الكسكسي المالح والمخبوزات المختلفة، لكن تأتي أحياناً الرياح بما لا تشتهي السفن أولاً أسعار الوجبات في المطاعم مرتفعة نوع ما والطعام في كثير منها ليس شهياً بالقدر الكافي.

لكن اللافت للنظر هو أن قائمة الطعام أغلبها يسبقها كلمة “تن” وتعني “تونة” وأيضاً كلمة “حوت” أعتقدت في البداية أن المقصود بها سمكة الحوت لكن المضحك أن السمك هناك يطلق عليه “حوتة” لكن بالفعل للتونة هناك مذاق آخر خاصة إذا كان مطعماً شهيراً بالوجبات اللذيذة.

ذهبت إلى أحد المطاعم الجيدة هناك وقدموا لي طبقاً علمت بعد أن تناولته أنها تونة، فقد اعتقدت أن قطعة اللحم هذه التي وضعت في طبقي هي لحم أحمر، ولكن كان من المضحك أني بعد أن تناولتها وأنا مستمتعة بطعمها وفي الشوكة الأخيرة شعرت بظفارة خفيفة فقولت لصديقتي وأنا أبتسم:
أنا مكسوفة أسأل هي دي لحمة ولا حاجة تانية؟
أجابتني وقد انفجرت في الضحك ديه “تن”.

لم أكن أعرف معنى “تن” في البداية قولت متعجبة “معلش مش فاهمة”.

قالت أقصد سمكة التونة تونس مشهورة بيها برشا وأحلى سمك تونة تاكليه عندنا.

فقمت بالاستفسار من صديقة أخرى كنا نسير في الممشى ليلاً.

أريد أن أعرف شيئاً يحيرني عن وجبات المطاعم التونسية لماذا كانت أقل من مستوى توقعاتي؟

أجابتني في مصر المطاعم أغلبها أكلها مشهي لكن في تونس مش برشا مطاعم أكلها مشهي.. لكن لو بدك تاكلي أكل مشهي يبقى لازم تزوري بيت تونسي ومن هنا عرفت السر.

المقاهي وشاي اللوز في قرطاج بتونس

المقاهي في تونس وبعض المطاعم هي أكثر الأماكن التي تفتح أبوابها حتى 12 صباحاً، لذلك أكثر أماكن الخروج ليلاً إلى المقاهي ويفضل أهل البلد احتساء القهوة أكثر من الشاي فهم يعتبرون الشاي مشروب كبار السن، بعكس السائحين وزائري المدينة.

ولكن دائماً ينصحون زائري المدينة بتجربة الشاي الأخضر أو الأحمر باللوز المقشر أو الصنوبر، بعد تجربته أحببته جداً وحتى موعد سفري كنت أذهب لاحتسائه.

كورنيش أقفال العشاق في قرطاج بتونس

في اليوم الأخير قبل رحلة العودة، قررت صديقة لي تونسية أن تأخذني في نزهة صغيرة لمنطقة الكورنيش هناك عند منطقة أطلق عليها، على حد قولها، “كورنيش العشاق” أطلق عليه هذا الاسم، لأن العشاق عندما يسيرون عليه يضعون قفلاً مثل أقفال العشاق في ألمانيا وفي مدينتي الإسكندرية على كوبري ستانلي سنجد هذه الأقفال.

وحينها بعد التنزه على الكورنيش جلسنا في أحد المقاهي المطلة على البحر وشربت عصير كيوي فريش وتركتها مودعة متمنية العودة إلى تونس الخضراء وافضل مدينة لدي قرطاج بتونس مرة أخرى.

انتهت أيام الورشة التدريبية في تونس العاصمة وحان وقت العودة إلى أرض الوطن، حقيقة تمنيت أن تطول، أحببتها كثيراً وأحببت أهلها وودت لو أنني أستطيع أن أذهب إلى أماكن أكثر وتتمتع بمناظر خلابة، كما أوضح لي أصدقائي في تونس مثل سوسة، والحمامات.

أتمنى أن أعود مرة أخرى وتصدق أمنية مياه “بوسعيد” في قرطاج بتونس.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى