آثار وتراث

معبد فيله وانقاذه من الجزيرة الغارقة

قبل أن نتحدث عن معبد فيله يجب أن نعرف جيدًا الجزيرة التي بًني عليها المعبد، تلك الجزيرة الرائعة، حيث يكمن فيها السكون والهدوء لطالما كان موقع ممتاز وعادةً كان كهنة المعابد في مصر القديمة يختارون بعناية الأماكن البعيدة والمنعزلة عن ضجيج المدينة نظرًا للتعبد وإقامة الصلوات.

وكان للمعابد دور كبيرًا وأيضًا كان للكهنة مكانة كبيرة بين عامة الشعب نظرًا لما يقومون به من دور كبير في العبادات والديانات المصرية القديمة. عندما تسمع صوت ورق الشجر وجريد النخيل ممزوج برياح رقيقة مع صوت أمواج النيل الهادئة شعور في غاية الجمال يُراودك عند تواجدك على متن الجزيرة. 

معبد فيله وانقاذه من الجزيرة الغارقة
جزيرة فيله في أسوان

جزيرة فيله

سُميت جزيرة فيله باسم “جزيرة الزمان” وِشهدت العديد من الكتابات والنصوص الفرعونية على أن أقدم مبانيها يرجع إلى عصر الدولة الحديثة أي ثلاثة عشر قرن قبل الميلاد.

بينما أول مبني حجري نستطيع أن نراه في مكانه اليوم كشاهد علي الزمن هو بوابة منمقة العمدان ومتعددة النقوش تحمل اسم الملك نقطانبو أحد ملوك الأسرة الثلاثين “أي القرن الرابع قبل الميلاد قد أهداها للإلهة إيزيس”

توجد جزيرة فيله في منتصف نهر النيل وتعتبر من أقوى الحصون علي طول حدود مصر الجنوبية، قسمت النيل إلى قناتين معاكستين في أسوان، كان بها معبد فيله الذي تم نقله من مكانه الأصلي على جزيره فيله إلى جزيرة اجيليكا، وتم ذلك بعد بناء السد العالي بأسوان.

معبد فيله وانقاذه من الجزيرة الغارقة
مدخل معبد فيله

أصل اسم معبد فيله

ويرجع اسم المعبد الذي اطلق عليه فيله أو فيلاي إلي اللغة الإغريقية التي تعني (الحبيبة) أو(الحبيبات)

اما الاسم العربي الذي اطلق عليه فهو “أنس الوجود” نسبه للأسطورة أنس، الموجودة في قصص ألف ليلة وليلة أما الاسم المصري والقبطي فهو “بيلاك” أو “بيلاخ” الذي يعني الحد أو النهاية، لأنها كانت أخر حدود مصر في الجنوب.

إيزيس ومعبد فيله

إيزيس هي آلهة رئيسية فالديانة المصرية القديمة وقد ذكرت إيزيس لأول مرة في المملكة المصرية القديمة “2181-2686ق.م” تم تكريس المعبد للإلهة إيزيس، زوجة أوزوريس وأم حورس.

كانت إيزيس شخصيه مهمة للغاية في للعالم القديم. لأنها كانت مرتبطة بطقوس الجنازة والتي كانت بصفتها الساحرة التي أحيت أوزوريس وأنجبت حورس فهي أيضًا مانحة الحياة.

كان يعتقد أن إيزيس ترشد الموتى إلى الحياة الأخرة، وكانت أيضًا معالجة وحامية للملوك، والتي عُرفت أيضا “بوالدة الإله “كما تمثلت مساعدتها الأمومية في تعويذة الشفاء لمساعدة عامة الشعب.

مدخل معبد فيله

في الأصل لعبت ايزيس دورًا صغيرًا في الترانيم الملكية وفي شعائر وطقوس المعابد، إلا أنها كانت أكثر أهمية في طقوس الدفن وفي النصوص السحرية.غالبًا ما كانت تمثل في الفن كبشرية أنثى تلبس ما يشبه العرش على رأسها أثناء المملكة الحديثة، كما أنها أخذت السمات التي كانت تتمتع بها حتحور- الإلهة البارزة سابقًا، إذا أصبحت إيزيس تمثل حتحور وهي ترتدي ملابسها، وعلى رأسها قرص الشمس بين قرني بقرة. وخلال الفترة الرومانية انتشرت عبادتها في جميع أنحاء اليونان والإمبراطورية الرومانية.

إنقاذ معبد فيله من الغرق

كاد المعبد أن يغرق عندما تم بناء السد العالي بأسوان في الستينيات، ولحسن الحظ تم إنقاذ المعبد من خلال عملية إنقاذ مشتركة بين الحكومة المصرية واليونسكو.

في إنجاز هندسي عظيم لمنافسة القدماء المصريين، تم ذلك عن طريق بناء سد يحيط بالمنطقة كاملة وعندما جف، تم وضع علامة على كل كتلة حجرية، ليتم تجميعها لاحقًا وكأنها لعبة صور عملاقة مقطعة، وقاموا بنقلها وتجميعها على جزيرة اجيلكا المرتفعة، واستغرق ذلك المشروع عشر سنوات، وانقذ ذلك المشروع أحد أجمل وأروع المعابد المصرية القديمة من دمار وشيك.

معابد أخرى فوق جزيره فيله

أهمها وأشهرها معابد الملك (تحتمس الثالث) فضلًا عن المعبد الذي شيده (الملك نخت نبف) فضلًا أيضًا عن معابد البطالمة والرومان والذي أطلق عليه علماء الآثار (مخدع فرعون).

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى