ثقافة وفلكلور

صناعة المباخر التقليدية في السعودية .. تراث أصيل عمره أكثر من 140 سنة

صناعة المباخر التقليدية في السعودية من الصناعات التراثية الأصيلة في المملكة، ذلك نظراً لأهمية المباخر في المنازل السعودية التي تنشر الروائح الجذابة في كل مكان وتعتبر من التقاليد المبهجة والطقوس الأساسية في المناسبات السعيدة وعند استقبال الضيوف، حيث تستخدم معها الجمرات وبخور العود ذو الرائحة الزكية، إلى جانب القهوة العربية والمعمول والتمر لتكتمل الجلسة بشكل مميز، وحول تصنيع هذه المباخر وأهميتها يدور هذا التقرير من ترحالك.

 المباخر التقليدية
المباخر التقليدية

 صناعة المباخر التقليدية في السعودية

المبخرة من الأشياء الأساسية التي يجب توفرها في البيوت السعودية، حيث تتنوع أشكالها وتصميماتها ما بين الخشبية والمعدنية، وجميعها يتم تزيينه بنقوش تراثية أصيلة.

وعلى الرغم من انتشار المباخر الإلكترونية التي تعمل بالكهرباء ولا تحتاج للفحم، وكذلك كثرة استخدام أعواد البخور التي لا تحتاج للمباخر، مما دفع البعض للاستغناء عن المبخرة التقليدية واستبدالها بالأنواع الجديدة.

لكن لا زالت المباخر التقليدية محتفظة برونقها وجمالها ويقبل عليها الكثير من الناس ممن يعشقون الأصالة.

حيث أن الأنواع التقليدية لها شكل خاص يميزها بتصميم أنيق وجذاب وسحر خاص بها، وهي جزء أساسي من عادات وتقاليد السعوديين في استقبال ضيوفهم.

تستخدم في تعطير المجالس والمساجد، البيوت والحفلات والاجتماعات الرسمية، وهي أساسية في حفلات الزواج وجزء من ديكور منزل العروس.

اقرأ أيضًا: صناعة البشوت التراثية في السعودية .. المشلح المميز يرجع عمره ل 200 عام

صناعة المباخر السعودية

انتشار المباخر الكهربائية لم يتمكن من منع تصنيع واستخدام المبخرة التقليدية، حيث أن بعض الأماكن في المملكة لا زالت تحافظ على صناعة المباخر التقليدية في السعودية.

حيث أن هناك عائلات مستمرة حتى الآن في الحفاظ على تصنيع المباخر القديمة، و تتوارثها الأجيال منذ سنوات طويلة تزيد عن 140 سنة.

وتأتي مدينة حائل الواقعة في شمال المملكة على رأس المدن السعودية التي لا زالت محافظة على حرفة تصنيع المباخر بشكلها التقليدي.

ويتم تصنيع المباخر في حائل من شجر الأثل أو الطرفاء وهي من الأنواع الصلبة والتي تنمو بكثرة في صحراء حائل.

وتبدأ عملية التصنيع بانتظار جفاف فروع هذه الأشجار تمامًا ليحصل عليها الحرفيون و يقومون بتصنيعها في ورش النجارة إلى مباخر ذات تصميمات مميزة جداً.

يقوم الصانع بتهذيب جذوع الأشجار وحفرها، ثم نحت مكان وضع الفحم جيداً ليتم تغليف المبخرة باستخدام سبيكة من المعدن القوي ليتحمل حرارة الفحم عند إشعاله فيها.

وتأتي بعد ذلك مرحلة تزيين المبخرة بنقوش متنوعة بمهرة ودقة كبيرة، وبالطبع يكون لكل صانع نقوشه الخاصة به وطريقته التي تميزه في تزيين المبخرة.

حيث يتم نقشها باستخدام مسامير مصنوعة من النحاس بها أقراص منفوخة، وقد يطلب الزبون تزيين المبخرة بالمرايات من كل جهاتها، يتم تنفيذ ما يطلبه بدقة وحرفية عالية.

وبالنظر للمباخر التي يتم تصنيعها في مدينة حائل بالتحديد، نجد أنه يتم تصنيعها من قطع خشب واحدة ويتم حفرها ثم يتم تشبيك أربعة أعمدة عليها بشكل يدوي دون الحاجة إلى لحمها في أعلى المبخرة.

عملية التزيين والحفر للمبخرة تستغرق  حوالي ساعتين وحتى خمس ساعات من العمل الدقيق، مما يجعل سعر المباخر اليدوية غير ثابت، حيث يتغير حسب الحجم ودقة وجودة العمل.

وتسمى المبخرة التراثية بأسماء كثيرة من ضمنها المجامر نسبة للجمر الذي يوضع فيها أو المداخن، وسعرها يبدأ من 50 ريال ويصل إلى 2000 ريال تقريبًا.

تطور أشكال المباخر في المملكة

صناعة المباخر التقليدية في السعودية تقدم الأنواع التراثية التي يتم تصنيعها من أخشاب الأشجار.

لكن مع الوقت أصبحت المباخر  مرصعة بالأحجار والخزف بألوان جذابة في أحيان كثيرة.

كما يتم تصنيع بعضها باستخدام الكريستال أو ترصيعها بالفضة والذهب أو الفخار.

أما الأنواع الحديثة فقد شهدت إضافة بعض الإكسسوارات من الأكريلك الملون، كما يتم تزيينها ببعض الألوان بشكل عصري، وكذلك ظهرت الأنواع الذكية التي تعمل بالبطارية الجافة أو بالكهرباء دون الحاجة لإشعال الفحم.

إلا أن المبخرة في شكلها التقليدية والتي يتم إضافة المعادن إليها وخاصة النحاس هي المفضلة حتى الآن، خاصة أنها ذات لمسة جمال رائعة في المنزل، كما أنها تحافظ على رائحة البخور والعود دون أن تغيرها.

صناعة المباخر التقليدية في السعودية
صناعة المباخر التقليدية في السعودية

اقرأ أيضًا: أفضل المطاعم الهندية في إنترلاكن.. 10 مطاعم لا يفوتك تجربتها

المباخر السعودية في حائل

صناعة المباخر التقليدية في السعودية وبالتحديد في منطقة حائل له أهمية كبيرة، حيث أنه يتم تصنيعها بشكل يدوي في مهنة تراثية تتوارثها الأجيال عبر السنين.

وفي مدينة حائل تحافظ خمس عائلات على هذه الصناعة المميزة والتي يعتبرها السعوديون تعبيراً عن البهجة والسعادة وحُسن الضيافة.

ولكل عائلة طريقتها في نقش وتصنيع المباخر، لكن في النهاية الهدف واحد، هو الحفاظ على هذه الصناعة الأصيلة التي تتشبث بالبقاء بين الكثير من أشكال المباخر الجديدة والذكية.

الجدير بالذكر أن الواقع يؤكد نجاح أبناء مدينة حائل في الحفاظ على استمرار صناعة المباهر التقليدية في السعودية، وانتشر وذاع صيتهم ليس فقط في كافة أرجال السعودية.

لكن أصبحت مباخر حائل مطلوبة خارج الوطن العربي وخاصة في الدول الخليجية بسبب أصالتها ودقة تصنيعها وجودتها العالية وشكلها التراثي المميز جداَ.

ما جعلها مصدراً للدخل لصناعها المهرة، حيث يتم تصديرها بأعداد كثيرة خاصة الأحجام الصغيرة والمتوسطة، ويكاد لا يخلو أي بيت خليجي منها، لينتشر من خلالها أجمل روائح المسك والعود والعنبر وتزين المجالس والمنازل.

يهمك أيضًا: المباخر

تم التعرف على تاريخ صناعة المباخر التقليدية في السعودية والذي يعود لأكثر من 140 سنة، والإشارة لأهمية هذه الصناعة في مدينة حائل بالتحديد، لأنها من أشهر مدن المملكة حفاظَا على تصنيع المباخر التقليدية المصنوعة من أخشاب الأشجار الطبيعية، مما يجعلها قطعة ديكور مميزة ومنتج صحي يستخدم في كل مكان لنشر أجمل الروائح ومعها تنتشر البهجة والراحة النفسية.

مصادر

مصدر 1

مصدر 2

مصدر 3

مصدر 4

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى